نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 213
يجري على خلاف جريان الأنهار.
[خان شيخون]
وفي وسط هذه المرحلة مررنا على خان شيخون، بشين معجمة مكسورة، فمثنّاه تحتية ساكنة، فخاء معجمة مضمومة، فواو ساكنة، فنون آخر الحروف، فدخلناه بعد طلوع الشمس بساعة ونصف.
وحول الخان قرية صغيرة «1» فأكرمنا كبيرها السيد يوسف ابن السيد علي، وصنع لنا مقلاة بيض «114 أ» ومعها بطيخ أخضر وأصفر وعنب، فأكلنا، وبعد أن شربنا قهوة البن رحلنا منه إلى المحروقة المذكورة، والمسافة من المعرّة إليها تسعة فراسخ.
وتليها مرحلة حماه، ففي مسيرنا إليها كان العاصي وعليه النواعير، لها رغاء [ك] رغاء النوق المطافيل «2» يثير صوتها الأشجان ويحرك الأحزان ويذكّر الأهل والأوطان، تغرف من ماء العاصي فتمتلىء العلب المربوطة في قوس الناعورة، وتصب في السّواقي، لكن يخر من العلب ماء يقع في العاصي شبيهة بالدموع، ولقد أحسن من قال موريا في المقال:
وإني على نفسي لأجدر بالبكا
وقلت مضمّنا موريا:
ناحت على العاصي نواعير عدت ... تبكي عليه لحزنه وبلائه
سحّت عليه بدمعها أسفا ولا ... منّا عليه لأنه من مائه
فدخلنا حماة اليوم السادس عشر من الشهر المذكور «3» ، فإذا «114 ب» هي من أعدل
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 213